ﻋـفـــــــــــو اﻟـﺨــــــــاطر

عفو الخاطر
 

المساحات الخضراء المتقاطعة من الأحلام والذكريات، وأشياء الدنيا التي فُطرت عليها، كالطفولة، والبراءة، ومساكن الإنسان الأول، حيث الطين والصلصال والماء، ولا شيء يساوي قبضة اليد، تلك التي تشبعه، فتتساوى عنده النجوم والصخور والزهر، وحيث المساحات الرمادية من التعب والشقاء، ومكابدة الأيام؟ حينما يتعلم الفطنة، ويودع الطفولة بإنبات شعر كث على جسده كالانسان الأول
 ويبدأ الصيد، وانتقاء الفرائس، والظفر بكل شيء على الأرض . الأصدقاء الملتقون، ربما اليوم ماضيهم هو الذي كان المستقبل، وكان الأحلام يومذاك ، وقد استهلكوه في صغرهم ، وتمنياتهم، وأمانيهم، أو ربما تناقص العمر ، بحيث لم يعد أمام الخطوات سنوات ، بكثر ما تركت وراءها ، هو السبب الذي يجعل الإنسان لا يحب العد ، ولا الركض إلى الأمام ، لأن المجهول هو الواضح، وغيره ظلمة العتمة والرماد  لم يتوقف المستقبل عند معظم النساء كذلك بمجرد أن تتزوج؟ وكأن (الزوج  ختام الحلم والأمل ، والأولاد نور الغد ، تستفيق من أحلامها الوردية فجأة ، وتكف عن تلك السباحة في ظلل الغيم ، وتستسلم ، وتسلم أمرها بيد الزوج والأولاد ليسيّروا مستقبلها ، تغمض عينيها باتجاه الأمام ، ونحو الخلف ، فلا المستقبل تسبر ، ولا الماضي تستذكر ، تعيش في تلك المساحة مع يوميات الحياة ، بلا أفق ، غير الأفق الجمعي ، وحين تتلبسها الوحدة الإجبارية نتيجة مغادرة الجميع أماكنهم إلى أماكنهم الجديدة ، تحاول أن تنظر خلفها ، أو إلى ماضيها ، لكنها تشعر أنها وحده ا، وأنها في مكان لم تتعود عليه، وكأنها شبه عارية بلا الزوج والأولاد! - تقاسيم الزمن، هي سر الإنسان ، وسر بقائه ، متنعماً بالحياة ، بعدما ودّع الركض علي الارض بكل تفاصيل الركض ، مرة بالقلب ، ومرة بالعقل ، يمازج الأفراح بالأحزان ، وينتقي لكل وقت ما يعضّد خطوه ، سواء بدمعة حزن أو شهقة فرح، لا أحد غير الإنسان عرف ذلك السر في تقاسيم الزمن، ومتعة اللعب على أوتاره ، متغلباً على الحياة حين تقسو علي ضعف الانسان

تعليقات

المشاركات الشائعة