وهج الغياب

ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ﻫﻲ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻫﻮ ﺳﺎﺭﻕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﺤﻠﻖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺣﻠﻢ ﻻﻣﻼﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ !! ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻳﺠﺘﺎﺣﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﺨﻴﻒ : ﻣﺎﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﺫﺍ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺒﺎﻏﺘﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺩﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻴﺄ ﻟﻠﺤﻀﻮﺭ ..!!
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺗﻘﺮﺃ ﺟﺮﺣﻚ ﺑﺘﺄﻧﻲ ﻭﻋﻤﻖ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻛﺘﺸﺎﻑ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ؛ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺭﻭﺣﻚ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺮﺓ .. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺐ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﻐﻴﺎﺏ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻙ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﺫﺑﺤﻬﺎ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ، ﻧﺮﻯ ﻣﻦ ﻧﺤﺐ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ ﻭﻧﺤﺲ ﺑﻤﺪﻯ ﺃﺛﺮﻫﻢ ﻭﺗﺎﺛﻴﺮﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺩﻕ .. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺗﻜﺒﺮ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﺼﻐﺮ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ !! ﺇﻥ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻗﻮﺓ ﻟﻤﻦ ﻧﺤﺐ ، ﻷﻧﻪ ﻳﺼﺒﻎ ﻋﻠﻴﺔ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻛﺎﺋﻦ ﺧﺮﺍﻓﻲ ﻭﺇﺳﻄﻮﺭﻱ ، ﻓﻨﺘﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ... !! ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ، ﺗﺘﺴﻊ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻓﻲ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ؛ ﻭﺗﻀﻴﻖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﻡ .. ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍ ﻃﻌﻢ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ .. ﻭﻧﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻴﻪ ﻳﺼﻔﺪ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺤﻠﻢ !! ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻧﻘﺮﺃ ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻟﻮﺣﺪﻧﺎ ﻭﻧﺰﻳﻨﻬﺎ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻭﻧﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ .. ﻭﻧﺘﺮﺩﺩ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻀﻊ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .. ﻫﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻷﺧﻴﺮ !! ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻤﺮﺓ ﻳﺘﻘﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﻷﻥ ﻳﻬﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﺛﻢ ﻳﻨﻄﻔﺊ ﻭﻳﺘﺮﻣﺪ .. ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻛﺮﻯ ﻟﺤﺐ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻴﺄ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ نور يضئ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭنار ﺗﺸﻌﻞ ﺷﻤﻮﻉ ﺍﻟﻮﺟﺪ !! ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷﺊ ﺳﻮﻯ ﺇﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺤﺲ ﺑﺸﺊ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺄﻱ ﺷﺊ .. ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺒﻪ ﻧﺮﺍﻩ ﺭﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻹﻏﺘﺮﺍﺏ . ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻧﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﻮﺣﺪﻧﺎ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺣﺰﻧﻨﺎ ﻭﺟﺮﺣﻨﺎ !! ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺗﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻗﻔﺔ ... ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭﻟﻜﻦ .. ﺑﻜﺒﺮﻳﺎﺀ !!
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻧﺮﻯ ﺩﻭﻣﺎ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺗﻲ ، ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻣﻀﻰ .. ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻃﻌﻤﺔ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻤﻮﺿﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺔ !! ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﺸﺮﻋﺎ ﺑﻴﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﻭﺃﻣﻞ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ !!
♡ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻜﻢ ﺃﺣﺒﺘﻰ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ♡
ﻭﺩﻋﺎﺋﻲ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﺎﺱ ﺍﺣﺒﻮﺍ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ

تعليقات

المشاركات الشائعة