الحلم الذي طاف بكيانى
الحلم الذي طاف بكيانى هي زوجتي التي بفقدها اصابتنى تلك الوهدبة ، أجمل حلم طاف بكياني اثنا عشرة سنة ، وسنا برق أومض حياتى نورا واشع فيها وهجا .
أما الكلمة التي أخرجها اليوم بعد أكثرمن اربع سنوات من ملف أوراقي ، و التي لم يطلع عليها إلا ثلة من أخص الأصدقاء و الأحباب ، فإنما يحفزني إلى نشرها ووضعها بين يدي القراء ، غيرةٌ بالغة على قطعة من النثر أودعتها أعز مشاعري و خلجات قلبي ، و صقلتها بأغلى ما أملك من صلة ما بين وجدانى و لساني ، و هو صدق الشعور وعفوية التعبير ، أن تذوب مع الزمن ثم تضيع في قدم الأوراق وجفافها.
أما الكلمة التي أخرجها اليوم بعد أكثرمن اربع سنوات من ملف أوراقي ، و التي لم يطلع عليها إلا ثلة من أخص الأصدقاء و الأحباب ، فإنما يحفزني إلى نشرها ووضعها بين يدي القراء ، غيرةٌ بالغة على قطعة من النثر أودعتها أعز مشاعري و خلجات قلبي ، و صقلتها بأغلى ما أملك من صلة ما بين وجدانى و لساني ، و هو صدق الشعور وعفوية التعبير ، أن تذوب مع الزمن ثم تضيع في قدم الأوراق وجفافها.
أما الحادثة فقد طويت آمالى ودفنت أحلامى، وأما المصاب فقد أبدلني الله عز و جل
عنه خيراً ، و أما هذه الكلمة ، فهى قيمة فنية باقية لمن شاء أن يرى لها هذه القيمة ، و تخليد لوفاء جميل لدرةٍ نفيسة .
اسماً غدا آخر زهرة أملكها في واحة وارفه ،، يا بقية نعيمي المدبر ، ويا ذكرى روضتى الغناء ، و يا شفق شمس دفنها المغيب . هذى سنوات أربع مضت على اليوم الذي أسدل فيه الموت بيني و بينك الحجاب ، و لا تزال كآبة الدنيا في وجهي و حول قلبي كما هي .. لم يغلق الهم دوني بابه، و لم يفتح الأنس أمامي نحوه من سبيل. لا تزال دنيا الناس من بعدك غريبة عني ، و لا يزال ضوضاؤها يلسع فؤادي كأنه قهقهة الشامتين. لا تزال جراح قلبي تنزف بالألم و تغرق في اللهب. لم يطفئها مجئ الغداة و لا تقادم الأيام ، و لم يخفف من لظاها وطأة اليأس ، لا نسيم الأمل و لا هاجس الأحلام... لقد عادت الدنيا من بعدك تدور دورتها ، و تسير في دربها ،كأن شيئاً لم يقع !.. لا تزال الشمس تطل كل صباح من خلف دارنا كما كانت ، و لا تزال تبعث الأشعة نفسها من النافذة إلى الجدار المقابل.. حتى إذا جنحت نحو مغيبها اصفرت كعادتها ، ثم لملمت أذيال نورها و احتجبت خلف الديار . صفحة السماء في الليل لا تزال من بعدك كما هي ، و لا تزال كواكبها المنثورة التي لا تحصى يخفق بياضها في سواد الليل الحالك ..,, و الخريف... لقد عاد الخريف من بعدك دون أي اختلاف عن خريف أعوامنا الفائتة ، يوم كنا نجلس تحت ظلال شجيرات الحنة وحوالينا زهرات من غرسى وسقيك ورعايتك ،،، يبللنا ماء المطر لم يختلف شيء من ذلك كله من أجل طول بكائي ، و لم تذبل زهرة واحدة من زهرات غرسنا ووهج ضِرام أشجاني و طيور شجيراتنا القابعات فى مكانهن المميز فى عرض السور القديم لدارنا الكبير الصادحة كعهدك بها تماماً تصدح ، لم ينقطع تغريدها ، ولا اختلفت أنغامها ، و لم يظهر لأحزاني أي أثر متميز في شدوها و تغريدها الذي تعرفين. واريج شجيرة الحناء ، لا يزال يفوح بالرائحة نفسها دون أي نقص أو اختلاف. ونقيق الضفادع في الساقية المجاورة لدارنا الكبير ، عاد مع الفيضان الجديد يوقظ النائم مع تباشير كل فجر جديد ، في ترنيمة جماعية صاخبة كما تعهدين. و الناس ، وما أداركِ ما االناس و الأصدقاء الذين اكتأبوا لمصابي و لبسوا علامة الحزن في وجوههم من أجلي وأجلك ، خلعوا سيماهم بعد ساعات ، و انفضت عني جموعهم ،و انصرف كل إلى شأنه و دنياه. حتى الأقربون من أهلك ، بكوا .. أو تباكوا لي حيناً من الوقت ، ثم ما كادت ذاكرتهم تفرغ من عبارات الحزن و الآلام ، و ما كادت ألسنتهم تمل من تكرارها ، حتى عادوا هم أيضاً (فيما بينهم) لأفراحهم ، و عادت أيامهم كما كانت ، عامرة وحافلة بالأُنس والتهريج ، أما الحديث عنك ، فقد أصبح واحداً من الأرقام في قائمة الأحاديث التي تبقى عالقة بالنفس و يزجى بها الوقت . لقد تابع الزمن مساره من بعدك كما كان ، و تابع الناس معه رحلتهم الصاخبة خلال الحياة . و بقيت وحدي الغريب بينهم ، المتخلف عن ركابهم ، الشارد عن سبيلهم . تشرق الشمس ، فلا أراها إلا مدبرة عني
، كاسفة عن بصري ، فإذا غربت ودعتني بلحن صامت يضرب في أغوار نفسي على قيثارة الموت ، و يمتزج بحشرجة الأنفاس الشاردة لحظة الوداع. و يقبل الشتاء ، بخضرة ممزوجه ، وتبزغ الزروع النوّار ، فلا أرى من ذلك كله إلا ما يذكرني بدفء أيامي معك ، و يعيدني إلى عبير الدنيا في أنفاسك ،و يمرغني على شاطئ سندسي خلاب من دنيا عينيك العسليتين. و أنظر إلى الغادين والرائحين في جوانب الأرض ، و المنغمسين في أفراحهم ،و المتعانقين سعياً وراء أمانيهم و غاياتهم ، فلا أجدني إلا كضائع بينهم ، غريب عن أحوالهم ، ولا أحس في ضجيجهم المرح العابث إلا بمثل ما يحس به المعذب إذ تتعالى من حوله صيحات الشامتين. أسير معهم في الطريق الذي يسيرون ، وأتقلب معهم حيث يجتمعون و يتجالسون ، و لكن كما تسير سحابة صيف ، وسط رياح لاهبة ساخنة ، أوكما يتقلب غصن من بقايا الخريف بين أمواج تتدافع في عرض النيل. لا أرى الدنيا إن ضحكت أو اكفهرت إلا مغموسة حولي بالكآبة و السواد ، كأنها لا تزال حبيسة في عمر ذلك اليوم الذي شيعتك فيه ، ثم دفنتك في التراب !.. ودفنت بيدى أجمل السنوات وأبركها ..عنه خيراً ، و أما هذه الكلمة ، فهى قيمة فنية باقية لمن شاء أن يرى لها هذه القيمة ، و تخليد لوفاء جميل لدرةٍ نفيسة .
اسماً غدا آخر زهرة أملكها في واحة وارفه ،، يا بقية نعيمي المدبر ، ويا ذكرى روضتى الغناء ، و يا شفق شمس دفنها المغيب . هذى سنوات أربع مضت على اليوم الذي أسدل فيه الموت بيني و بينك الحجاب ، و لا تزال كآبة الدنيا في وجهي و حول قلبي كما هي .. لم يغلق الهم دوني بابه، و لم يفتح الأنس أمامي نحوه من سبيل. لا تزال دنيا الناس من بعدك غريبة عني ، و لا يزال ضوضاؤها يلسع فؤادي كأنه قهقهة الشامتين. لا تزال جراح قلبي تنزف بالألم و تغرق في اللهب. لم يطفئها مجئ الغداة و لا تقادم الأيام ، و لم يخفف من لظاها وطأة اليأس ، لا نسيم الأمل و لا هاجس الأحلام... لقد عادت الدنيا من بعدك تدور دورتها ، و تسير في دربها ،كأن شيئاً لم يقع !.. لا تزال الشمس تطل كل صباح من خلف دارنا كما كانت ، و لا تزال تبعث الأشعة نفسها من النافذة إلى الجدار المقابل.. حتى إذا جنحت نحو مغيبها اصفرت كعادتها ، ثم لملمت أذيال نورها و احتجبت خلف الديار . صفحة السماء في الليل لا تزال من بعدك كما هي ، و لا تزال كواكبها المنثورة التي لا تحصى يخفق بياضها في سواد الليل الحالك ..,, و الخريف... لقد عاد الخريف من بعدك دون أي اختلاف عن خريف أعوامنا الفائتة ، يوم كنا نجلس تحت ظلال شجيرات الحنة وحوالينا زهرات من غرسى وسقيك ورعايتك ،،، يبللنا ماء المطر لم يختلف شيء من ذلك كله من أجل طول بكائي ، و لم تذبل زهرة واحدة من زهرات غرسنا ووهج ضِرام أشجاني و طيور شجيراتنا القابعات فى مكانهن المميز فى عرض السور القديم لدارنا الكبير الصادحة كعهدك بها تماماً تصدح ، لم ينقطع تغريدها ، ولا اختلفت أنغامها ، و لم يظهر لأحزاني أي أثر متميز في شدوها و تغريدها الذي تعرفين. واريج شجيرة الحناء ، لا يزال يفوح بالرائحة نفسها دون أي نقص أو اختلاف. ونقيق الضفادع في الساقية المجاورة لدارنا الكبير ، عاد مع الفيضان الجديد يوقظ النائم مع تباشير كل فجر جديد ، في ترنيمة جماعية صاخبة كما تعهدين. و الناس ، وما أداركِ ما االناس و الأصدقاء الذين اكتأبوا لمصابي و لبسوا علامة الحزن في وجوههم من أجلي وأجلك ، خلعوا سيماهم بعد ساعات ، و انفضت عني جموعهم ،و انصرف كل إلى شأنه و دنياه. حتى الأقربون من أهلك ، بكوا .. أو تباكوا لي حيناً من الوقت ، ثم ما كادت ذاكرتهم تفرغ من عبارات الحزن و الآلام ، و ما كادت ألسنتهم تمل من تكرارها ، حتى عادوا هم أيضاً (فيما بينهم) لأفراحهم ، و عادت أيامهم كما كانت ، عامرة وحافلة بالأُنس والتهريج ، أما الحديث عنك ، فقد أصبح واحداً من الأرقام في قائمة الأحاديث التي تبقى عالقة بالنفس و يزجى بها الوقت . لقد تابع الزمن مساره من بعدك كما كان ، و تابع الناس معه رحلتهم الصاخبة خلال الحياة . و بقيت وحدي الغريب بينهم ، المتخلف عن ركابهم ، الشارد عن سبيلهم . تشرق الشمس ، فلا أراها إلا مدبرة عني
تعليقات
إرسال تعليق