مرآة تعكس جمال الوجدان عبر السطور ،،، نقول الحقيقة عندما يصمت الآخرون ،،، فلا معنى لحياة صامتٌ فيها قول الحق ،،، كما أن الظلَ لايستقيم والعود أعوج ؟؟ ثم ذهبٌ صِرف فى الحياة لا يدانيه بهرج ؟؟ كن ذهبا صرف وكن عوداً مستقيماً
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
التدحــرج لا يوصـــل للقمـــة
الصعود إلى الأعالي لا يكون إلا بالبذل والجهد .. بعكس التدني إلى الأسافل التي تكتفي بالتراجع عن مقاومة الجهد .. فالتعالي يعني مقاومة الجاذبية القوية والسقوط يعني مجاراة الجاذبية .. وشتان بين صعب وسهل .. ومقاومة العوائق للوصول إلى القمة لا تكون إلا بالعزيمة الصادقة ثم بالكد واللهث .. واللهث صفة تعرف عن الكلاب .. ولكنها صفة تخلقها نهايات الجهد لتكون الثمرة .. فهي ضرورية لا يمكن التخطي لمن يملك العزيمة للصعود إلى الأعالي .. والذي يريد أن ينال قمم الجبال عليه أن يدفع ضريبة الجهد بالعرق وباللهث وبالطاقة القصوى .. وكذلك الذي يريد أن يبلغ المجد وأعالي المقامات عليه بالمثابرة المقرونة بالصلابة والتحمل واللهث .. وكذا الحال مع طلاب العلم حتى يكونوا على ذلك القدر من العلم يجب أن يقرنوا التلقي بالمثابرة الدؤوبة .. تلك المثابرة التي قد توجد حالات من الكد والجهد واللهث والتحمل والصبر .. ومن طلب المعالي سهر الليالي .. فلا تنال عزائم الحياة بذاك اليسر المتاح .. ولكن هو ذلك الكتاب المسطر على الإنسان يوم أن خلقه الله تبارك وتعالى بأنه على كبد .. والمكابدة في مسار الإنسان أمر يعني ضرورة البذل والكد والجهد والعطاء لتكون الثمرة من نفائس المقام .. فصفة ( اللهث ) لا تكون إلا للضرورة التي في أعقابها الفوائد المرجوة .. غير أن الكلاب تجعلها عادة ملازمة بغير لزوم .. ولعلها في ماضي تاريخها عبر الملايين من السنين كانت لها الكثير من الأعداء فاقترنت نشأتها بالركض والهروب طوال تلك السنوات حتى أصبحت سمة اللهث لها بمثابة الظل الذي لا يفارقها .. وهناك صفة أخرى مغايرة لصفة اللهث وهي صفة ( التدحرج ) .. فهي صفة مقرونة بمعاني التدني والتراجع والتساقط .. ولا تتطلب الجهد كثيراَ من الإنسان .. وهي مطية يمتطيها الكسالى والعاجزون الذين يفتقدون الطموحات الجامحة .. ومعظم الناس عند الفشل وعند عدم توفر العزيمة يركب موجات التراجع والتدحرج .. ومن الحقائق الطريفة في الحياة الطبيعية أن هناك نوع من حيوان القنفذ الشوكي الذي يبذل الأيام والأيام في تسلق أعالي الجبال باحثاَ عن الطعام وعن الرفقة .. وعندما تريد النزول إلى سطح الأرض فإنها تتكور على نفسها بحيث تطوي أطرافها ورأسها إلى عمق بطنها ثم تتدحرج من أعلى قمم الجبال بسرعة شديدة غير عابئة بالمخاطر وفي دقائق قليلة تكون عند القاع !! .. وبعد ذلك تتحرك عادياَ وكأن شيئاَ لم يكن !! .. وتلك حركة انتحارية ملائمة لأهلها من القنافذ .. غير أنها لا تليق بالإنسان الذي يبذل الجهد والتعب ليصل للقمة .. فهو بعد أن يصل القمة لا يفكر في التدحرج السريع كحال القنفذ .. ولكن هناك البعض من الناس الذي يفكر في التدحرج قبل أن يصل أية قمة .. فهو ذاك الإنسان الذي يفقد العزيمة في البذل ولا يريد أن يكد ويلهث .. والكثير من الناس يبدأ الحياة بعزيمة قوية .. ثم لأسباب قد تكون ظرفية أو طارئة أو عائقة أو متكسبة أو نفسية أو لعلة في النشأة أو من قبيل التكاسل ينتكس ثم يركب موجة التدحرج .. فهو يتخاذل ويتوقف عند نقطة ومرحلة معينة في مسار الحياة ويفقد الرغبة في مواصلة الكفاح والجد من أجل حياة قد تكون هي الكريمة والسعيدة .. كما أنه لا يحاول التمسك بالوضعية التي هو فيها بالثبات .. ولكنه يتدحرج بوتيرة مخزية كحال ذاك القنفذ ليكون عند القاع .. والتدحرج في المستويات المعيشية والقياسات الاجتماعية لا تضير كثيراَ .. ولكن المعضلة والكارثة في التدحرج في السلوكيات والممارسات والأخلاقيات .. عندها يسقط الإنسان ويخسر الدنيا والآخرة .. ليكون ذلك الإنسان الذي يفقد أدنى درجات المقام .. والعياذ بالله .. يضع نفسه في خانة مهلكة ويقترب مع حال ذلك الكلب الذي يلهث بغير لزوم .. فيصبح ذلك الضعيف الهزيل الذي فشل ذات يوم في بذل الجهد باللهث ليكون عند قمة من القمم .. والمحصلة أن التدحرج ينتهي بالإنسان في نهاية المطاف عند مداس الأقدام .. ثم لا يكون إلا ذلك المسقوط الشاكي الباكي الذي يستجدي الشفقة من الناس .. فالذي يتفادى مراحل الجهد والكد باحثاَ عن الظل الظليل والنوم الهانئ الطويل إنما يتنازل عن موقعه مع المتصاعدين للقمة ليتدحرج مع الساقطين إلى القاع .. وبدلاَ من أن يلهث بالكد والجد لسنوات قليلة ثم يعيش باقي العمر في ساحات الهناء فإنه يختار حياة التدحرج السهلة ليعيش طوال الحياة في اللهث مثل الكلاب .. والأعجب أن البعض يرى أن الوصول للقمة ممكن بالتدحرج السريع حيث ذلك الإنسان الذي يبيع الشرف والعرض والذمة والأخلاق والمبادئ .. فهو قد يصل إلى نهاية من نهايات الدرك التي تكتسي بالترف وحياة البذخ والمجون .. ولكن تلك حياة هي في الأسافل وليست حياة في القمم كما يظن .. فهو يفقد المعيار لمعنى القمة .. فالقمم عزيزة لا تنال بالسهل والهين .. ولا تكون إلا لأهل الشأن من أصحاب المثابرة والكد والجهد ثم الأخلاق والشرف والعلم والمكانة المؤهلة .. وفي المعيار عزيز نفس متواضع يملك القليل من مباهج الدنيا يتكئ على حائط الشرف والعزة والمقام الشريف أفضل وأحسن مليون مرة من ذلك المخاطر الذي يبيع الشرف والعرض والسمعة ليشتري الدنيا ويتوهم المقام والقمة .
تعليقات
إرسال تعليق