حِكايةُ شُعورٍ لَم يَكتَمل سَردُها..
-1-
وحدي أَجلسُ هُنا .. وحدي و الأَيامُ تمضي باستمرار .. بلا توقف أَو إِبطاء .. بلا حتى عليَّ إِلقاءُ التحيةِ و السلام ! أحتارُ كثيراً في دُنياي
أَحتارُ في كلماتي .. احتار فىما أَملكُ من آحساس ! لا أَكتب إلا كي أَحيا .. إِلا كيّ تخرجى من عُمقي .. أَفواجُ الأحرف و الكلمات لا أَقرأ أحياناً كيّ لا أَستاء و لا أعلم إن كان كلامي هذا هُراء ! و أحتاجُ كثيراً أَن أَرتاح .. يرتاح شُعوري و ينام برقة .. بعيداً عن إِزعاج كوابيس الآحزان ! أَحتاج الابتعاد .. النسيان و هجر الجِراح ! يظنون أَني عديم اهتمام
يظنون عني ما يجب فعله أَو لا يظنون كثيراً من الأَشياء و أَنا أُيقنُ بالفعل أَكثر من الكلام ! عزمتُ أَن أَتقدم .. أن لا أَلتفت للوراء .. أَن أَنسى كُل لحظات العناء وأن أَسعى لتحقيق حُلمي في كل يوم ..
في الصباح و المساء ...
مارس 1986
-2-
أَشكركِ ..
فقد نجحت .. و أَثخنت قلبي بالجراح أَشهرت في وجه حُبها الصادق السلاح و علمته كيف يُغلق أَبوابه .. و يَكسرُ المِفتاح ! أَشكرك يا أَنتى ..يا أَيّاً من تكونى .. أَشكركِ شكراً كبير .. على ما فعلتيه بي
على كل جرحٍ أَهديتيه للقلب الوثير وعلى ذلك الحُلم .. الذي كان في الماضي نضير ! أشكركِ فلولاكِ لبقي ذلك الساذج .. سطحي التفكير ! أَتعلمى ؟! مَمنونٌ أَنا أَيضاً لكِ .. فأَنا بفضل جراحك كبرت .. لم أَعُد الطفل ذلك و قلبي ما عاد يَحنُ إِليك ! بعدما كُنتُ أَرى الحياة بناظريكِ
بعدما عرفت طعم السعادة على يديكِ و بعدما ظننت أَن من الحياة سأَكتفي بكِ ! لا تعنيني الآن أَنتى بشيء .. أصبحتى ذكرى لجرحٍ ليس إلا .. ذكرى وضعتها بزوايةٍ ظلماء من قلبي و مؤسفٌ أَنها من المُحال أَن تُمحى ..
مارس1986
-3-
أَنا قررت .. واتخذت القرار قررت كسر أَقلامي .. إحراق أَوراقي .. و نسيان عشقي و غرامي ! سأنسى كيف تكتب الحروف .. و تُشعر الكلمات سأرمي وراء ظهري رماد السطور .. و فُتات المُفردات و سأَهجر الكتابة .. هوائي و أُكسجين فؤادي سأرحل عن عالمها ..
و أهدم مملكتها خاصتي التي بنيت ! و آحساسي سيُسجن .. خلف قضبانٍ سود اء.. كل الوجع .. كل البرد .. كل السَقم ! سأنسى الأَحرف .. وأبجديات اللغة و الآدب .. و أتعلم بدلاً منها حمل السلاح !
قد كُنت جاهلاً حين ظننت .. أن بها يكون الكفاح فالقلم بين أَناملي ليس كما اعتقدت بُندقية و الأَحرفُ ليست رصاصاً يدوي ..
ليصنع الحُرية .. يقمع جور السلطان .. يُنقذ البشر قبل اغتيال البشرية
يا حرف يا مسكين .. آهٍ يا عَجزُ نجحت - فلتسعد - بتقييد يداي
طوقتني كشالٍ رمادي زرعت في أَعماقي أَلف غصة .. أَلف طَعنة تنزف داخل الروح المُرهقة و حَطمت شيئاً أَظنه يُسمى فؤاد ! أَصف لكم مأساة ؟! مأساة غطيناها بأَصباغ مُلونة .. لتجملها و اخفاء الدماء قانية الحُمرة .. المُسالة منها أَم أَصف لكم جراحات ؟! تفوق وصفها مليار مرة ! سأَتمهل ... الكل يدري .. الكل يعلم .. و لن أُبالغ .. المئات قادرون على الرؤية الوجع .. الآحساس بقدره و اشتعال ناره !
سأَحكي اليوم فبعدها ستُقام جنازة الكلمات ...
نوفمبر , 2012 م
تعليقات
إرسال تعليق