بدون عنوان

http://hatimawdh.blogspot.com/

الجُمُعة ، 20 آب 2010 م ..   الساعة 6 صباحاً ..

في ظُلمةِ الليلِ الحالكة ، على كُرسيّ خشبي أجلس ..وتحتَ ضوءِ خافض الإنارة والذي يسقطُ ضوئه بهدوء على صفحاتِ كتابي .. أقرأ ..الْتَهَمْتُ سُطورَ الكتاب بكلتا عيناي ، دونَ أن أفهمَ منهُ سطراً واحداً ..قرأتُ الحروف بلا وعيٍّ ولا حتى إدراك ..
حاولتُ قدْرَ الإمكان أن أجمع شظايا عقلي المُتساقطة على الرمال ..
وأن ألملمَ شتاتهُ ، لأستوعب تلكَ السطور ، دونَ جدوى .. يسرحُ عقلي إلى البعيد .. وتقطعُ نظراتي أشواطاً وهيَ تتّبعُ امتداداتِ شعاعُ القمر .. يتوهُ فكري وسط زحامُ الصمتْ ، ويغرق في زوابعِ الحِيرة .. تقطعُ شرودي الطويلْ ، ومضاتٌ متقطّعة من رُكامِ الذكريات ..تشاركُها أحلاماً في طورِ التحقيق كانتْ ، لكّنها الآن باتت سراباً .. مُجرّد سحابة غممّت عليّ يوماً ثُم مضت في سبيلِها .. حاولتْ قدرَ الإمكان أن أُثبّتُ قدمايّ على الحاضر .. أن أتحاشى جراحات الزمنْ ، أن أُشعلَ جزوة الأمل في قلبي ..
لكن جميعُ محاولاتي سجّلت انتصاراً في تاريخِ الفشل ..لمْ أعد أستطع ببساطة تحاشي تلكَ الذكريات الأليمة ،
التي حفرت في قلبي ندباً واضحُ المعالم .. أردتُ أن أتقدم ، أن أمضِ على سُلّم الحياة ، وبكلّ تجربة أخطو خطوة على السُلّمة ، وبعدُها أتعثر .. وأعودُ أدراجي ، أعودُ للخلف عشرات الخطوات .. الأنامْ ، تتلو أفواهَهُم بعباراتِ التحفيزِ باستمرار .. وتلهجْ بها دونَ انقطاع ولا كللْ .. يطالبونني أن أمضي قدماً .. أن أخرجُ من قوقعة الأحزان التي أسكنُها منذ زمنٍ .. أن أهجُرَ مظلة الآلام التي استظلُّ بها ..  وأعودُ للحَياة ، أولدُ من جديد ، أفتحُ صفحةً جديدة ..
- كيفَ عسايَ أن أفعلَ ذلك ؟ - هل الولادةُ من جديد سهلة ؟؟ -هل يستطيعُ أحدٍ أن يمشيَ وتحتَ أقدامهِ جمرات من النّار ؟ لذلك وببساطة عجزتْ ..
عجزتُ عن المضي قدماً ..  فأصابعي شُلّت ، وعجزت قدمايَ عنِ الحِراك .. ونفدت صفحاتُ دفاتري ، فلم يعد هُناكَ صفحات لأفتحُها من جديد ..

تعليقات

المشاركات الشائعة