الحلم الذي طاف بكيانى اثنا عشرة سنة..

*************************

الحلم الذي طاف بكيانى اثنا عشرة سنة..   
هي زوجتي التي بفقدها اصابتنى تلك الوهدبة
*********************************
أما الكلمة التي أخرجها اليوم بعد أكثر lمن اربع سنوات
من ملف أوراقي ، و التي لم يطلع عليها إلا ثلة
من أخص الأصدقاء و الأحباب ، فإنما يحفزني إلى نشرها
ووضعها بين يدي القراء ، غيرةٌ بالغة على قطعة من النثر
أودعتها أعز مشاعري و خلجات قلبي ، و صقلتها بأغلى
ما أملك من صلة ما بين وجدانى و لساني ، و هو صدق الشعور
و عفوية التعبير ، أن تذوب مع الزمن ثم تضيع في قدم الأوراق وجفافها.
***********************************************
أما الحادثة فقد طويت ، و أما المصاب فقد أبدلني الله عز و جل
عنه خيراً ،و أما هذه الكلمة ، فقيمة فنية باقية
لمن شاء أن يرى لها هذه القيمة ، و تخليد لوفاء جميل
***********************************************درةٌ نفيسة
يا أجمل حلم طاف بكياني اثنا عشرة سنة
يا سنا برق أومض في حياتي نوراً وابهجا
______________________________
يا اسماً غدا آخر زهرة أملكها في واحة وارفه ،، يا بقية نعيمي المدبر ، ويا ذكرى روضتى الغناء ، و يا شفق شمس دفنها المغيب . هذى سنوات أربع مضت على اليوم الذي أسدل فيه الموت بيني و بينك الحجاب ، و لا تزال كآبة الدنيا في وجهي و حول قلبي كما هي .. لم يغلق الهم دوني بابه، و لم يفتح الأنس أمامي نحوه من سبيل. لا تزال دنيا الناس من بعدك غريبة عني ، و لا يزال ضوضاؤها يلسع فؤادي كأنه قهقهة الشامتين. لا تزال جراح قلبي تنزف بالألم و تغرق في اللهب. لم يطفئها مجئ الغداة و لا تقادم الأيام ، و لم يخفف من لظاها وطأة اليأس ، لا نسيم الأمل و لا هاجس الأحلام... لقد عادت الدنيا من بعدك تدور دورتها ، و تسير في دربها ،
كأن شيئاً لم يقع!.. لا تزال الشمس تطل كل صباح من خلف دارنا كما كانت ، و لا تزال تبعث الأشعة نفسها من النافذة إلى الجدار المقابل.. حتى إذا جنحت نحو مغيبها اصفرت ذاوية كعادتها ، ثم لملمت أذيال نورها و احتجبت خلف الديار . صفحة السماء في الليل ، لا تزال من بعدك كما هي ، و لا تزال كواكبها المنثورة التي لا تحصى يخفق بياضها في سواد الليل الحالك ..,, و الخريف... لقد عاد الخريف من بعدك دون أي اختلاف عن خريف أعوامنا الفائتة ، يوم كنا نجلس تحت ظلال شجيرات الحنة وحوالينا زهرات من غرسى وسقيك ورعايتك ،،، يبللننا ماء المطر
لم يختلف شيء من ذلك كله من أجل طول بكائي ، و لم تذبل زهرة واحدة من زهرات غرسنا من وهج ضِرام أشجاني. و طيور شجيراتنا القابعات فى مكانهم المميز فى عرض السور القديم لدارنا الكبير الصادحة كعهدك بها تماماً ، لم ينقطع تغريدها ، و لا اختلفت أنغامها ، و لم يظهر لأحزاني أي أثر متميز في شدوها و تغريدها الذي تعرفين. واريج شجرات الحناء ، لا يزال يفوح بالرائحة نفسها دون أي نقص أو اختلاف.
و نقيق الضفادع في الساقية المجاورة لدارنا الكبير ، عاد مع الفيضان الجديد يوقظ النائم مع تباشير كل فجر جديد ، في ترنيمة جماعية صاخبة كما تعهدين. و الناس.. الناس و الأصدقاء الذين اكتأبوا لمصابي و لبسوا علامة الحزن في وجوههم من أجلي وأجلك ، خلعوا سيماهم بعد ساعات ، و انفضت عني جموعهم ،و انصرف كل إلى شأنه و دنياه.
حتى الأقربون من أهلك ، بكوا ..أو تباكوا لي حيناً من الوقت ، ثم ما كادت
ذاكرتهم تفرغ من عبارات الحزن و الآلام ، و ما كادت ألسنتهم تمل من تكرارها ، حتى عادوا هم أيضاً (فيما بينهم) لأفراحهم ، و عادت أيامهم كما كانت ، عامرة وحافلة بالنس والتهريج ، أما الحديث عنك ، فقد أصبح واحداً من الأرقام في قائمة الأحاديث التي تمتع بها النفس و يزجى بها الوقت. لقد تابع الزمن مساره من بعدك كما كان ، و تابع الناس معه رحلتهم الصاخبة خلال الحياة . و بقيت وحدي الغريب بينهم ، المتخلف عن ركابهم ، الشارد عن سبيلهم . تشرق الشمس ، فلا أراها إلا مدبرة عني ، كاسفة عن بصري ، فإذا غربت ودعتني بلحن صامت يضرب في أغوار نفسي على قيثارة الموت ، و يمتزج بحشرجة الأنفاس الشاردة لحظة الوداع. و يقبل الشتاء ، بخضرة ممزوجه ، وتبزغ الزروع النوّار ، فلا أرى من ذلك كله إلا ما يذكرني بدفء أيامي معكصورة: ‏الحلم الذي طاف بكيانى اثنا عشرة سنة..<br />هي زوجتي التي بفقدها  اصابتنى تلك الوهدبة <br />*********************************<br />أما الكلمة التي أخرجها اليوم بعد أكثر lمن اربع سنوات<br />من ملف أوراقي ، و التي لم يطلع عليها إلا ثلة<br />من أخص الأصدقاء و الأحباب ، فإنما يحفزني إلى نشرها<br />ووضعها بين يدي القراء ، غيرةٌ بالغة على قطعة من النثر<br />أودعتها أعز مشاعري و خلجات قلبي ، و صقلتها بأغلى<br />ما أملك من صلة ما بين وجدانى و لساني ، و هو صدق الشعور<br />و عفوية التعبير ، أن تذوب مع الزمن ثم تضيع في قدم الأوراق وجفافها.<br />************************************************<br />أما الحادثة فقد طويت ، و أما المصاب فقد أبدلني الله عز و جل<br />عنه خيراً ،و أما هذه الكلمة ، فقيمة فنية باقية<br />لمن شاء أن يرى لها هذه القيمة ، و تخليد لوفاء جميل<br />*************************************************<br />درةٌ نفيسة<br />يا أجمل حلم طاف بكياني اثنا عشرة سنة<br />يا سنا برق أومض في حياتي نوراً وابهجا  <br />______________________________<br /><br />يا اسماً غدا آخر زهرة أملكها في واحة وارفه  ،، يا بقية نعيمي المدبر ، و يا ذكرى روضتى الغناء ، و يا شفق شمس دفنها المغيب .<br />هذى سنوات أربع مضت على اليوم الذي أسدل فيه الموت بيني<br />و بينك الحجاب ، و لا تزال كآبة الدنيا في وجهي و حول قلبي كما هي ..<br />لم يغلق الهم دوني بابه، و لم يفتح الأنس أمامي نحوه من سبيل.<br />لا تزال دنيا الناس من بعدك غريبة عني ،<br />و لا يزال ضوضاؤها يلسع فؤادي كأنه قهقهة الشامتين.<br />لا تزال جراح قلبي تنزف بالألم و تغرق في اللهب. لم يطفئها مجئ الغداة<br />و لا تقادم الأيام ، و لم يخفف من لظاها وطأة اليأس ، لا نسيم الأمل<br />و لا هاجس الأحلام...<br />لقد عادت الدنيا من بعدك تدور دورتها ، و تسير في دربها ،<br />كأن شيئاً لم يقع!..<br />لا تزال الشمس تطل كل صباح من خلف دارنا كما كانت ، و لا تزال تبعث الأشعة نفسها من النافذة إلى الجدار المقابل.. حتى إذا جنحت نحو مغيبها اصفرت ذاوية كعادتها ، ثم لملمت أذيال نورها و احتجبت خلف الديار .<br />صفحة السماء في الليل ، لا تزال من بعدك كما هي ، و لا تزال كواكبها المنثورة التي لا تحصى يخفق بياضها في سواد الليل الحالك ..,, و الخريف... لقد عاد الخريف من بعدك دون أي اختلاف عن خريف أعوامنا الفائتة ، يوم كنا نجلس تحت ظلال شجيرات الحنة وحوالينا زهرات من غرسى وسقيك ورعايتك  ،،، يبللننا ماء المطر<br />لم يختلف شيء من ذلك كله من أجل طول بكائي ، و لم تذبل زهرة واحدة من زهرات غرسنا من وهج ضِرام أشجاني.<br />و طيور شجيراتنا القابعات فى مكانهم المميز فى عرض السور القديم لدارنا الكبير الصادحة كعهدك بها تماماً ، لم ينقطع تغريدها ، و لا اختلفت أنغامها ، و لم يظهر لأحزاني أي أثر متميز في شدوها و تغريدها الذي تعرفين.  واريج شجرات الحناء ، لا يزال يفوح بالرائحة نفسها دون أي نقص أو اختلاف.<br />و نقيق الضفادع في الساقية المجاورة  لدارنا الكبير ، عاد مع الفيضان الجديد يوقظ النائم مع تباشير كل فجر جديد ، في ترنيمة جماعية صاخبة كما تعهدين.<br />و الناس.. الناس و الأصدقاء الذين اكتأبوا لمصابي و لبسوا علامة الحزن في<br />وجوههم من أجلي  وأجلك ، خلعوا سيماهم بعد ساعات ، و انفضت عني جموعهم ،و انصرف كل إلى شأنه و دنياه.<br />حتى الأقربون من أهلك ، بكوا ..أو تباكوا لي حيناً من الوقت ، ثم ما كادت<br /> ذاكرتهم تفرغ من عبارات الحزن و الآلام ، و ما كادت ألسنتهم تمل من تكرارها ، حتى عادوا هم أيضاً (فيما بينهم) لأفراحهم ، و عادت أيامهم كما كانت ، عامرة وحافلة بالنس والتهريج  ، أما الحديث عنك ، فقد أصبح واحداً من الأرقام في قائمة الأحاديث التي تمتع بها النفس و يزجى بها الوقت.<br />لقد تابع الزمن مساره من بعدك كما كان ، و تابع الناس معه رحلتهم الصاخبة خلال الحياة . و بقيت وحدي الغريب بينهم ، المتخلف عن ركابهم ، الشارد عن سبيلهم .<br />تشرق الشمس ، فلا أراها إلا مدبرة عني ، كاسفة عن بصري ،<br />فإذا غربت ودعتني بلحن صامت يضرب في أغوار نفسي على قيثارة الموت ،<br />و يمتزج بحشرجة الأنفاس الشاردة لحظة الوداع.<br />و يقبل الشتاء ، بخضرة ممزوجه ، وتبزغ الزروع النوّار ، فلا أرى من ذلك كله إلا ما يذكرني بدفء أيامي معك ، و يعيدني إلى عبير الدنيا في أنفاسك ،و يمرغني على شاطئ سندسي خلاب من دنيا عينيك العسليتين.<br />و أنظر إلى الغادين و الرائحين في جوانب الأرض ، و المنغمسين في أفراحهم ،و المتعانقين سعياً وراء أمانيهم و غاياتهم ، فلا أجدني إلا كضائع بينهم ، غريب عن أحوالهم ، و لا أحس في ضجيجهم المرح العابث إلا بمثل ما يحس به المعذب إذ تتعالى من حوله صيحات الشامتين.<br />أسير معهم في الطريق الذي يسيرون ، و أتقلب معهم حيث يجتمعون و يتجالسون ، و لكن كما تسير سحابة صيف ، وسط رياح لاهبة ساخنة ،<br />أو كما يتقلب غصن من بقايا الخريف بين أمواج تتدافع في عرض النيل.<br />لا أرى الدنيا إن ضحكت أو اكفهرت إلا مغموسة حولي بالكآبة و السواد ،<br />كأنها لا تزال حبيسة في عمر ذلك اليوم الذي شيعتك فيه ، ثم دفنتك في التراب!.. ودفنت بيدى أحلامى‏ ، و يعيدني إلى عبير الدنيا في أنفاسك ،و يمرغني على شاطئ سندسي خلاب من دنيا عينيك العسليتين.
و أنظر إلى الغادين و الرائحين في جوانب الأرض ، و المنغمسين في أفراحهم ،و المتعانقين سعياً وراء أمانيهم و غاياتهم ، فلا أجدني إلا كضائع بينهم ، غريب عن أحوالهم ، و لا أحس في ضجيجهم المرح العابث إلا بمثل ما يحس به المعذب إذ تتعالى من حوله صيحات الشامتين.
أسير معهم في الطريق الذي يسيرون ، و أتقلب معهم حيث يجتمعون و يتجالسون ، و لكن كما تسير سحابة صيف ، وسط رياح لاهبة ساخنة ،
أو كما يتقلب غصن من بقايا الخريف بين أمواج تتدافع في عرض النيل.
لا أرى الدنيا إن ضحكت أو اكفهرت إلا مغموسة حولي بالكآبة و السواد ،
كأنها لا تزال حبيسة في عمر ذلك اليوم الذي شيعتك فيه ، ثم دفنتك في التراب!.. ودفنت بيدى أحلامى

  •  

    3أعجبني · · المشاركة

  • تعليقات

    المشاركات الشائعة