ﺗﻮﻫﺎﻥ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ

ﺟُﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺩﻭﻣﺎً ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻣﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻵﻥ . ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻌﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺰﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻭﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺪﻳﻨﻤﺎﻣﻴﻜﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. ﺇﻥ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭ
ﺍﻟﻤﻮﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ. ﺇﻥ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺪﺓ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ
ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ. ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺠﺎﺑﻬﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﻓﺮﺯ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ . ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ( ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ) ﻟﻔﻆ ﻭﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺭ ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﺍﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭﺧﻼﻓﻪ . ﻭﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﺃﺧﺮﻱ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻭﺗﻌُﻢ ﺛﻢ
ﺗﺴﺘﻔﺤﻞ ﻓﻴﺼﻌﺐ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﺍﻭ ﻛﺒﺤﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ
ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﺑﺮﺍﺯﻩ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺯ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻟﻬﺪﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻭﻋﺰﻟﻬﺎ ﻛﻔﺌﺔ ﺿﺎﻟﺔ
ﺩﺧﻴﻠﺔ ﺃﺗﺖ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺑﺸﻌﺔ ﻭﻣﻨﺒﻮﺫﺓ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﺳﺘﻬﺠﺎﻥ ﺛﻢ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﺮﻙ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﻪ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻧﻪ ﺗُﺮِﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻲ ﺇﺳﺘﻔﺤﻠﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻤﻮﻣﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻬﺶ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺐ
ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻱ ﻹﻧﺠﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻭﻗﻮﻋﻪ
ﺳﻬﻼ ﻣﺴﺘﺠﻴﺒﺎً ﻟﻠﺪﺳﺎﺋﺲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺋﺪ ﻭﺍﻹﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ ﻫﻮﺓ ﺗﺂﻣﺮ
ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﺕ ﻭﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﺛﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﺗﻌﺰﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﻭﺗﻤﺰﻳﻘﻪ ﻭﺇﺿﻤﺤﻼﻝ ﻗِﻴﻤﻪُ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ
ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﻛﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻻﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﻋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻵﺧﻼﺹ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺇﺯﺩﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﺇﺳﺘﻔﺤﻞ ﺧﺼﻮﺻﺎٍ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘِﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌُﺮﻑ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﺃﺿﻒ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﻘﻼً ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ. ﺇﻥ ﺗﻼﻋﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺸﺒﺴﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻫﻲ ﺑﻪ ﺃﺩﻯ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻭﻧﻮﺭ ﺭﺑﺎﻧﻲ . ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻞّ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﻭﺍﻟﺨﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻷﻥ
ﻗﺪﻭﺗﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺭﺍﻓﻌﻴﻦ ﺭﺍﻳﺎﺗﻪ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻇﻬﺮﺕ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﻀﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻈﻼﻣﻴﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﻓﻌﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺇﻧﺠﺮ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺇﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﻴﻦ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻤﻐﻨﻄﻴﺲ ﺟﺎﺫﺏ ﻟﻬﻢ. ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﺃُﺟﺒﺮﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻤﺖ ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻻﻳﻌﻨﻴﻚ ، ﻭﻛﻦ ﻣﻄﻴﻌﺎً ﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻚ ﻗﺒﻞ ﻭﻃﻨﻚ ﺛﻢ ﻛُﻠﻮﺍ ﻭﺇﺳﺘﺘﺮﻭﺍ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﺄﻱ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ
ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻵﻥ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﺗﻀﺤﺖ ﻟﻨﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻝ ﺃﻣﺪﻩ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺗﺎﺭﺓ
ﻭﺳﺆ ﺍﻟﻈﻦ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻠﻤﻠﻢ ﺃﻃﺮﺍﻓﻨﺎ ﻭﻧﺠﻤﻊ ﺷﻤﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻭﻧﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺭﺗﻖ ﻣﺎ ﺇﻧﺤﻞ ﻭﺇﻧﻔﺘﻖ . ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺇﺑﺮﺍﺯﻫﺎ ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ. ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻠﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻹﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺣﺜﻴﺜﺎً ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺯﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ
ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻃﻔﻼ ﺍﻭ ﻣﺮﺍﻫﻘﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺌﻮﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻬﻮﺩ ﻣﻀﺖ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﺋﺮ ﺍﻵﻥ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ. ﺃﺫﻥ ﻣﺎ ﺣﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ 41 - 26  ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ. ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﺑﺄﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻤﺖ ﻭﺗﺸﻜﻠﺖ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ؟ ﻣﺎﻫﻲ ﻧﻈﺮﺗﻬﻢ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﻢ ﻋﻨﻪ؟ ﻭﺍﻟﺴﺆﺁﻝ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﺍﺭ
ﻭﻃﻨﻴﺘﻬﻢ؟ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﺬﻯ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺩﻱ ﻟﻔﺘﻮﺭﻫﺎ ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ؟ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺮ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻨﺒﻄﻮﻥ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ. ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻨﻔﺬﺍ ﻭﻣﺮﺗﻌﺎً ﺧﺼﺒﺎ ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔً ﻭﺗﺒﻨﻴﺎً ﻗﻮﻣﻴﺎً ﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺨﻄﻰ ﻣﺤﺪﺩ
ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻭﻳﺘﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ. ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺃﺳﺘﻠﻬﻢ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ .
ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺇﻓﺘﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻹﻋﺘﺮﺍﺯ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ، . ﻛﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤﻮﻣﻴﺔ ، ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ، ﻭﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﺔ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻌﺎﺿﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﺨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﻭﻃﻨﻴﺘﻬﻢ ﺷﺎﺧﺼﺔ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ. ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﻬﺎﻣﻴﻦ ﺑﺮﻓﻊ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺧﻔﺎﻗﺔ ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻨﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﻓﻌﺔ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻐﺪ ﺯﺧﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺩﻋﺎﺋﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ. ﻟﻢ ﻳﺒﺬﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻌﻢ ﻭﻳﻔﺨﺮ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ
ﺩﻭﻧﻬﻢ ﻭﺳِﻮﺍﻫﻢ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺒﻌﺜﺎ ﻟﻠﺘﺤﻔﻴﺬ ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺗﻔﺎﻧﻴﺎً ﻭﺗﺤﺪﻳﺜﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﺍ ﻭﺇﺑﺘﻜﺎﺭﺍ ﻣﺎ ﻟﺸﺊٍ ﺇﻻ ﻣﺤﺒﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔً
ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭ ﺧﻄﻰً ﻳﻐﺪﻭﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ !!! ﻟﻜﻦ  ﻭﺍ ﺣﺴﺮﺗﺎﻩ ﻟﻢ ﻳﺠِﺪﻭﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ؟ ﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﻳُﺸﻔِﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭ ﻋﻦ ﻋﺮﺍﻗﺔ ﻣﺎﺿﻴﻪ
ﻭﺷﻤﻮﺥ ﻭﻋﺰﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﻭﺍﻟﻤﺤﺠّﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ؟ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻭﻫﻮ " ﺍﻟﺪﻳﻨﻤﻮ
ﺍﻟﻤُﺤﺮِﻙ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ" ﻟﻢ ﻳُﺰﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﻌﺎﻧﻲ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﻭﺗﻘﺪﻣﻪ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺸﻞ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺤﺼﺪ ﺛﻤﺮﻫﻢ ﻭﻧﻠﻬﺐ ﻋﻨﻔﻮﺍﻧﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﻘﻲ
ﺯﺭﻋﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻧﺼُﻦ ﺁﻟﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺃﻋﺪﺩﻧﺎﻫﻢ ﺟﻴﻼً ﺻﺎﺑﺮﺍ ﻣﺜﺎﺑﺮﺍ ﺻﺎﻣﺪﺍ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮﺍ ﻣﻌﺪﺍ ﻭﺯﺧﺮﺍً ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ؟
ﺇﻥ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻹﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻭﺍﻹﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﻟﻦ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻧﻬﺠﻬﺎ ﻭﺗﺰﺭﻉ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺑﻞ ﺳﺘﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﻹﻳﺼﺎﻟﻬﻢ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺨﻨﻮﻉ ﻭﺍﻹﺫﻻﻝ. ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻨﺎ ﻭﺗﻔﻬﻢ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻛﺒﺎﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻴﻨُﻪُ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﻧﺴﻖ ﻣﻬﻴﺐ ﺳﺘﺸﻬﺪﻩ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﻳﺴﻄّﺮﻩُ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻜﺎﻛﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﻭﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ نشأ ﻓﻴﻪ

تعليقات

المشاركات الشائعة