تعريجات ليلية

 يعانق المروج َ الصبحُ وعطركِ المغرورُ يغسلُ الوقتَ ويقترفُني أسيُر لهفةً يرجّ مداخل مدينتي ويعلق أغصانه أقواسا على أول وأخر أنفاسي يا نسمةً نصفها سِحرٌ والنصف سَحرُ وأنا بين السحرين مأخوذ الأشياء يغريني الساحل مابين ليلٍ وفجر . 

قبيل الحلم قطفت ورداً وهمست لبسمة عناب ، ومددتُ يدي نوراً  مضاءً  في عتمة الليلِ والتنهدِ وجمعت أحصنتي وقصائدي ومحبرتي  ، وزججتها فى الطريق ، وبكى النرجس فى الضواحي أغنياتى ولملم مناديبُ الضحى قاروة عطرٍ منكسرٍ، وتاهو بها  في المدائن والحضرِ وأنا أرشف  فنجان قهوتى على مهلٍ .

وفى جانب آخر

يحن المطر وشدو الطفولة ، ويغسل وجهكِ  وبعض جراحي ويمسح عطرك باقي الألم ، وتغزو عيوني بريق الأمل ، وأسبق دقات قلبي اليك فيحلو النشيد ويحلو الغزل وأرشف فنجاني بين يديك .

تعريجة أخيرة

امنحيني اغتسالا خريفيا يُسقط أوراقي الباهتات ويعيد تشذيب وَلَهِى ، امنحيني مدى

تثمل فيه أقدامي وتعج أصابعي فيه بالصراخ امنحيني لغة  أبجدياتها أنتِ تكفر بمواسم الصمت ،،  بفواصل وحدود ،، بتاريخ الجدار والستار ،، وتؤمن بانقلاب الفصول ثم امنحيني يقين الحياة ،، 

لأغرِف من نهرك العذب واسقي الصباح ، لتنمو على فم الزهر تغاريد الندى ، وتنهض النبوءات المُوشَاةُ بك ، مرة تطفئ لهيب الحياة ومرة تُشعلني بك ،،، ونخلاتك المشرق  في عمر الحقول توزع ابتساماتها  على جسد الصباح وتغزوني ابتهالا ، وتسقيني منثور السحر أكوابا ، وتغسلني قبل وبعد الفجر ،، يا امرأة انتظرتها بحلم ودعاء أقيمي صرح الأغنيات على عرشى وأنيري قناديل الغوص