حوار الذات
لحظات رهيبة
17 مايو 2003
في أتم حالات الصفاء وباطمئنانٍ لا يشوبه قلق، ابتدأت خط حياتي الآخر منذ ساعاتٍ من الآن
أغلقت كراريس التوتر، وحزمت أمتعة السفر، وهاجرت نحو الخلاص! نحو الفضيلة التي لا ينشدها سوى الأبرار. أن تعقد قراراً جال في صدرك مراراً كثيرة حتى بات وقعه كأنياب شيطانٍ تنشب في عنقك، لهو أمرٌ غايةٌ بالارتيـاح!
لله در القناعة، لله در الحزم
********************************
** الحياة بالنسبة لرجلٍ مثلي هي عبارة عن مطباتٍ شعورية أمكث عالقاً عندهـا أياماً وليالٍ ثم أمضي ناسفاً إياها بعد أن أتقن عبور الممرات جانحٌ ، مجنونٌ .... ولكن عقلي هو المسيطر! هل من أحدٍ يشبهني؟ هل عندكِ شكٌ أنكِ عمري وحياتي
وبأني من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي ؟؟؟؟ لاااا
** أبداً لست أشك في شعورك يا روحى! ها أنا أستمع إليك بانصات، وكأنك ملك يلقي خطاباً بطولياً لا يشك في اعتداد قوته، … أرمقك بصمتٍ حاذق وابتسم لك ،
أكمــل.. فلا شيء أمتع من أن أجعلك تبلغ ذروة المتعة وقمة العنفوان إنك يا (مُحتّم) ممن تعيش اللحظة مستنزفاً لذتها إلى أن تتيبس
أنا لا أشك أبداً في شعورك، لأن قلبك يشبه قشةً في مهب الريح، ما إن تعصف به أنثى حتى بعثرته تماماً !!!
ثم بعينين كعينين قطة بحاجةٍ إلى رشفات حليبٍ تسد بها جوعها، تـلك الحالة العاطفية التي تتلبسك عندما تقترب لأي أنثى ـ تطلب مني أن أعيد لملمتك ولكن هيهـات هيهــات ، رجلٌ مثلك يا مُحتّم لا يلجم ذلك الجامح في صدره ، لست محتاجةً إليه! لا تظن أن بكاؤك تحت ذراعي بعد أن تكسر كبريائك سيجعلني أحبك ! قد أسايرك لأكمـل اللعبة ، ولكن لا تظن أبداً أنني أحبـــك ! وهل ترى أن اللعب مع امرأة وقور مثلي شيء رائع ! هل تظن أنك بجنونك ورغبتك الهوجاء لكسر كل من يرفضك سأتنازل بسهولة !
أتعلــم أفكر كثيراً بالانتقام منك، أفكر أن أكون لئيمةً كما كرهتني في قصديتك تلك التي تمنيت أن تقتلني عندما تطوقني بذراعيـك !
أي مجرمٍ أنت ؟ أو تكون وطناً يقتل قاطنه!
بأي تهمةٍ يا ترى؟
إذاً لماذا لا تطبق حدودك إلا على غيرك
وكأن النساء كلهن ملك يمينك ! أو تريدها صفقةً أنت من يحق له أن ينسحب منها متى ما أراد
متحججتاً بأعذارٍ واهيـة، ليست سوى كالملح فوق جرحٍ موغل إلى حدود تتجاوز الألم !
بعد أن تجعل مشاعري كمسخٍ مشوه لا يستطيع أن يألف نفسه أو أن يحتمله الآخرين.
لست أشك أنني عمرك وحياتك لأن عمرك مرهونٌ بلحظةٍ متعة ! وأنا أريد لعمري أن يطــول! لست أشك بأنك أشعلت الثورات من أجل الوصول ولكن مابعد الثورة أنيــن!
شوقٌ يدفعني إلى الكتابة ، انهمار غزير فوق أوراق الدفاتر كلما تبلور في ذهني فكراً وددت ترجمتــه ونقله !هذا الوطن هو علبةٌ صدئة نتكدس بداخلها كسمك السردين نسطف كما رتبنا القدر، لا نملك أي خيارٍ آخرٍ سوى الامتثال إلى إجحاف سببه عالمٌ متخلف ! متخلفٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنى أو ربما أكثر! أن تكون حالماً، هذا يعني أنك مجنون في زمنٍ العاقل به يرمى بحجارة، كمعتوهٍ يسير في زقاقٍ شعبي !
حجارة من كلماتٍ لاذعة تنخر القلب بشدة وإن تشدقنا باللامبالاة ! لاسبيل إلى الإصلاح، بل لا إصلاح إلا لذلك العطب الذي سببته لنفسك لأنك كافرٌ بالواقع ، ومن يكفر يصْلى
ناراً سعيراً !
** وانا أقول لك : من رحم الصحراء ولدت، وإن شيدت بها المباني المتنامية، من الأعراف أتيت، لأتقوض كأي أنسان طموح لشق دربه بجدارة وعنفوان! بذات اللهب الذي أشعل بداخلي حماس الابتداء ينطفئ قلبي بعد أن احترق بالكامل !
** أنا لا أستحقك !
هكـذا بكل هذه الوقاحة السافرة! أقولها لك
أنا لست كفئً لك ، أنا جبانة ، تواقة للسلام النفسى بطبعي وأنت مجنون لا تدرك للحياة معنى إلاّ في عيني! ماذا لو انطفأتا ؟
ماذا لو خبى الوهج منهما ، وأصبحتا كوردةٍ ذابلة ، لا تدعو إلاّ إلى الشفقة ؟ حينها كيف سيكون وضعك؟! إمرأة مثلي اعتادت أن تحب بكل مالديها من اندفاع، كيف لها أن تصب عليك شهدها وهي تدرك تماماً (الفراق) ! تلك القصة اللعينة التي أصادفها في جل الطرق ! لن أنتظر الظروف لتتكوثر ببركة معلنةً وقت الرحيل، لن أهدر المزيد من الكبرياء أنـا شاخصةٌ ببصري نحو السماء ، أريد الفكاك من أطواق الجحيم الذي يسكن علاقةً لم تحضَ بمباركة الزمن !
وكما هي عادتي دائمـاً ، وكما أحبذ هذا الخيار الجميـل الرحيــــــل ،، لا أشتهي الآن سوى أمرين لا ثالث لهمـا القراء ة والرقص
ولكنني أشعر بالكسل
** علميني حبك ..أن أحزن و أنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني أحزن لامرأة أبكي بين ذراعيها مثل العصفور .. لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور ؛؛ علميني حبك.. سيدتي
علميني أفتح فنجاني في الليلة ألاف المرات.. و أجرب طب العطارين.. و أطرق باب العرافات..
علميني ..أخرج من بيتي.. لأمشط أرصفة الحنايا و أطارد وجهك..
في هدبة الليل ، و الدجى .. و أطارد طيفك ..
حتى .. .. في أوراق الزهرات ..
علميني حبك .. كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصواتْ ،،.. سيدتي
ادخلينى مدن الأحزانْ.. و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان.. لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان وأن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ.. علمني حبكِ.. أن أتصرف كالصبيانْ أن أرسم وجهك .. بالطباشير على الحيطانْ..
تعليقات
إرسال تعليق