حروف ذهبية ... وصندوق يحترق . خاطرة .

حروف ذهبية ... وصندوق يحترق . خاطرة .
بذلك الركن البعيد من المعمورة كانت تقبع سلسة من الحروف الذهبية ... كانت تحاول أن تشق طريقها نحو صندوق مغلق ... صندوق مقفل باحكام ... وكان للحروف القدرة على سبر أغوار ذلك الصندوق ... كان الصندوق رمز لطلاسم مجهولة ... ولكنه كان للحروف كتاب مفتوح ... وكان باستطاعة الحروف فك رموزه ومعرفة ما لا يعرفه الصندوق عن أحماله ... ومعانيها ... وأسراره ... قوة المعرفة لا تكمن بمكاشفة أو مصارحة ... الحروف لا تحتاج لتبرير أو تفسير لتتشكل الكلمات ... الحروف الذهبية مرصعة بالآلماس ... وهنا تكمن قيمتها ... قد يضيع الصندوق في موانئ الصمت ... والغربة ... والبعد ... قد يعثر عليه عابر سبيل في أعماق محيط عميق ... ولكنه كمن وجد قاصة ثمينة ... لن يملك القدرة على معرفة كنوزه الدفينة ... قد تحمله أمواج المحيط وتلقي به بين الغيوم ... قد تحمله الغيوم لسماء النجوم البعيدة ... ولكنه سيدور وحيدا بين النجوم العديدة ... قد تتفجر براكين الحكمة من الحروف الذهبية ... قد تلحق بذلك الصندوق لمجرات بعيدة مهجورة رغم كثرة الآلوان وجمال الفضاء البعيد ... قد تتمكن الحروف من نفخ نسمات غالية من أنفاسها بظلام ذلك الصندوق ... ولكن ... الصندوق هائم ... ضائع بعوالم غريبة ... مجهولة ... الصندوق أصبح مجرد وعاء ... بلا روح ... بلا مفتاح لقلبه ... روحه وقلبه وفكره ... معلقة بتلك الحروف الذهبية ... معلقة بحكمتها ... بما تنطق من أحاسيس وجدانية في الآعماق ... حروف رسمت لصندوق غارق في واحات نجمية بعيدة ... كمركب بلا شراع ... بلا ربان ... الصندوق يقترب من الشمس بسرعة هائلة قد يحترق ... ويفقد ما في جوهره ... لعله يبحث عن الآبديه لروحه وقلبه وفكره ... هو من تركهم ...!!! هم من تركوه ...!!! ويبقى السؤال أكبر من ... كيف ... أو ... لماذا

تعليقات

المشاركات الشائعة