للمحبة، للخير، للسلام

يُحكى أن للوجود لغة
تغوص فى أعماق النفس
وتدركها السرائر
شيمتها الحسن والجمالحلم
تزدان بها مدن وحواضر
وكأنها تبنى أصرح للجمال
بين يديها
مثل وشاح يزين الوجود
بأبهى المناظر
ذكرها
فى القلب
فى الروح
فى الوجدان
حاضر
سٌرت لمرآها العيون النواظر
تشعشع بين الربوع مثل الشموس الأزاهر
لغة لو تٌرجمت
لترجمتها أحاسيس ومشاعر
كرسائل عشق كتبها عاشق
لمعشوقه
أو وحى منزل تجلى فى
بيت قصيد كتبه شاعر
أو لوحة جميلة تهادت
فى حلم النائم
فأحيت فؤاد كان
بالحب حالم
كأنها أقمار تنير فى الليل السادر
هى لغة الحب
لغة الجمال
لغة المشاعر
تلك لغة الزهور
يتلألأ سحرها فى الحدائق
كحبات اللؤلؤ المنثور
تتفتح براعمها أمام الشمس
كأنها عيون الحور
ظل كل من يحدق النظر
فيها مسحور
تبارك من زين الوجود
وجعل الأزهار زينتها
تفتح ثغورها لحبات الندى
فنسجت على وريقاتها
إكليلها العاطر
وجعل لكل زهرة
لون له مدلول
ومعنى يترجم
إلى أسمى شعور
وجعل لكل منها مملكة وعالمً
ترسم بألوانها وصورها معالمً
تسبح بالخيال فغدا هائماً
كشاعر فى لحظة إلهام تجلت له
فأنشد كلاما ناظمً
بين شتى الدروب
تضوع بالمسك الطيوب
فتتفتح الأفاق عن كل ماهو محجوب
ويسبح بها الخيال إلى ماهو محبوب
بمعنى من الحسن إليها منسوب
أو كلام عشق عليها مكتوب
فالزهرة الحمراء
بين وريقاتها يرتسم
حسن نادر
وحب توهج فى القلب
مثل بركان ثائر
والزهر ة الصفراء
تحمل بين وريقاتها
غيرة عاشق على
حبه الذى آثر
والزهرة البيضاء
يتراءى بين وريقاتها
نقاء قلب من أدران
الخبائث طاهر
والزهرة البرتقالية
تتمثل بين وريقاتها
رهافة مشاعر
لفؤاد بالمحبة غامر
وإذا بزهرة البنفسج
تصف حباً حزيناً
لنساء خفر
يحبون فى صمت
يحجبهم خدر ساتر
والياسمينة تتبختر
بعطرها ونصوعها
فتوقد عشقاً كان
فى الفؤاد فاتر
وكأن به فى المنام
قد تهادى له ساحر
فأغراه بعشقٍ
فأضحى فى الصباح
يهيم مترنما كالطائر
بأهازيج العشق
فيهتدى كل حائر
وإذا بالنرجس
يقف بجل معانى الكبر
يفاخر
ولسان حاله
من له مثل حسنى ليناظر؟
و الزنبق يقف ملكً
تُوج على عرش الجمال
فى عظمةٍ وإجلالٍ
وأزهار الربيع تتبختر فى دلال
معلنة تعاقب الفصول والأجيال
فتحيا فى القلوب أحلامٌ
وتتجدد أمالٌ
وزهور اللوتس تاجٌ
على عروش الممالك
تُقام لها الشعائر
تحكى ذكرى مجد غابر
ودوار الشمس والصمود
يرتسم فى مخايلها
رغم المخاطر
فتصف فى مكنونها
حر كريم يغامر
وزهور التوليب
تزدان بها عمامة الحسن
فوق رأسها كالـتاج
تتفتح أوراقها
لتصرح عن حبها
فى تبسم وإبتهاج
بكل مخايل الحُسن تباهى
أى مثيلها فى الحسن يضاهى ؟
وأوراق البيلسان
ترتسم على الجدران
زيناً وبهجة ًللمكان
وذكرى لأفراح الزمان
تكبر مع الأيام لتصل
إلى أوج العنفوان
وعصفور الجنة
يتمايل طربا
لعاشقين تلاقيا
بعد إنتظار
معلنا فرحا أبديا
وحباً مقروناً بالخلود
والليلك يتحدث
بلسان عاشق وفىّ
رغم أسى محبوبه
رغم الجفاء
بقى على نصيبه
من الطهر والنقاء
وشقائق النعمان
يتلألأ أريجها
بين الربوع
لتخفف الآلام
ومنها الدواء
ومنها الشفاء
وزهر الأقحوان
يحكى لغة تصف
وفاء محبوبه
إلى ما لا نهاية
فى إخلاص وولاء
وزهرة القرنفل
يفوح شذاها
فى حُسنٍٍ جم وكبرياء
ووريقات الفل
يضيع أريجها العاطر
فى عالم لا متناهى من الصفاء
والوردة الجورية
تتمايل كالصِبا
يشع نضارة
كشباب منعم أملود
تحنى لحسنها الناضر
قامات وقدود
كأنها جاءت من الجنة
حورية
ما أبهى الورود
رسم عبقرى وفنٌ
صاغه رب الوجود
يُضفى عليها الشجر
نبتاً من الممالك الخضراء
تُضفى عليها الدفء
بظلها الوارف
نسائمً ولطائف
يا لها من رقة
ووداعة تبعث
فى النفس التقديس
فى قلب أقصى من الصخرة الجلمود
وكأن فينوس تهادت لتعيد للكون
فردوسه المفقود
كإشراقة فجر جديد
ترى سطوع الشمس
فيها كإبتسامة الوليد
تعيد للحياة روح الشباب
بسحره الفريد
تسمع بين أفنانها الرطيبة
شدو البلبل الغريد
تنتشى الروح الكئيبة
من فؤاد الحزين
إلى الحُلم السعيد
فتبدل الشقاء
إلى العيش الرغيد
ما لهذا الكون أعظم
من لغة تصف الجمال
وتوقظ الإلهام
فى نفس سئمت
طول الركود
لاقت ما لاقت
من الأسى والجمود
إنسال يراعها
يترقرق كماء العنقود
سبحان الخلاّق
جعل للأزهار
عالماً متعدد المسالك
فى كل موطن لها
عديدٌ من الممالك
تتفتح لرؤياه القرائح
وتتسع المدارك
بإبداع يبعث فى نفس العابد
جلالاً للخالق
فى لحظة سجود
تشيع فى النفس سلام روحى
للغة تتمثل للأنام
رسائل محبة ووئام
يتهادون بها فيما بينهم
لعالم يبحث عن أمن وسلام
يتحرر من قيد الظلام
هذا لعمرى جُل المرام
عالمُ من المحبة
ننثر حوله أزهاراً
نتغنى بها
للمحبة، للخير، للسلام

حاتم الشيخ
14/9/2012

تعليقات

المشاركات الشائعة