الشكوى لغير الله مزله

fragallah70@yahoo.com
حدثني من أثق في روايته أن الرئيس البشير في احدى جلساته مع خلصائه وهم يعودونه فيDSC06307 مرضه ،قال لهم (أن شيخ حسن يكون دعى علي ) . ولم أكن أظن أن الأمر يشغل بال البشير كثيراً وانما مجرد تعليق عابر ،ولكن أن يقول الرئيس في لقاء مفتوح بالسفارة السودانية بالرياض أن المرض كفارة وهناك من ظلمناهم أثناء حكمنا تعلم مدى الحالة النفسية المحبطة التي يعيشها البشير وهي الحالة التي يجتهد الطبيب المعالج ألا يصل اليها المريض ولن يستطيع الطبالون وحارقي البخور هذه المرة من اخراج الرئيس من حالته اليائسة . لعلم الرئيس بحجم الظلم الذي وقع على شعبه وهو المسئول . فمنذ ال30 يونيو89 والذي هو ظلم في حد ذاته لارادة الناخبين ومصادرة اختياراتهم ولكن سموه فقه الضرورة ،وكان البيان الأول يشير الى تبريرات هذا الانقلاب على الشرعية ، فكل اجراء تم على شرعية الغلبة أو الشرعية الثورية كما يحلو لهم تسميتها يكون ظلماً ان لم يلتزم بأخلاقيات مرجعياته وهذا ظلم لنفسه أولاً قبل أن يظلم ضباطاً قتلهم بغير محاكمة وأفجع أهلهم يوم عيد ،ثم يعدم شاباً في دولارات معدودة بينما اذا التفت يميناً لوجد أهل بيته يكنزون الملايين منها ولو نظر عن شماله لرأى مساعديه ووزرائه يهربون العملة الصعبة الى الخارج فأصبحت خزينة الدولة خاوية على عروشها وينهار الجنيه من صنيعهم . فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فأكثر من عشرون عاماً يدعو عليك المحالون للصالح العام حين يروك في الاعلام تتحدث عن العدل والحرية وعشرون أخرى يدعو عليك أهليهم حين يشاهدون القصور والعمارات يسكنها محاسيبك وقد قتلت عائلهم وأفقرت معاشهم .
المشير البشير في هذا اللقاء كان خفيض الصوت كسير الخاطر وهو يخاطب الجالية السودانية بالمملكة السعودية وهو يقول لن نستطيع رد الضربات الاسرائيلية لقلة المؤونة وضعف الحيلة ويؤكد استعداده لتلقي الضربات الواحدة تلو الأخرى ولن يصالح اسرائيل ،ولكن سيدي الرئيس أنت لست أشجع من الرئيس أنور السادات ولست أحرص على فلسطين من الملك حسين (ملك الأردن) ولكنهم خاضوا الحرب مع اسرائيل وشاهدوا كيف يروع أزيز الطائرات شعبهم وكيف تقتل القنابل الأطفال والنساء فاختاروا طريق السلام ليوقفوا معاناة مواطنيهم .فلو كانت السيده الأولى وداد تسكن الكلاكلة وهربت ذلك اليوم بملابس نومها تجاه النيل وهي تحضن طفلها أو خرجت السيدة الفضلى فاطمة خالد الشارع في ابو آدم بعكازتها ورجليها لاتقوى على الهرولة لأحسست بالرعب الذي أصاب شعبك ولكن سيدي الرئيس أنت لااحساس لك أصلاً بمعاناة شعبك وهنا لا أذكر المرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج ولا المساكين الذين يكابدون للقمة العيش ولا الرحل يسألون المسافرون كوب الماء ولكن معاناة أقليم بأكمله تحرق قراه ويشرد أهله وأنت تقول بدم بارد أن القتلى في دارفور عشرة الف وليس ثلاثمائة الف كما يقول معارضيك . ولم تستدرك حينها أن عشرة مليون سوداني فجعوا في عزيز عليهم يرفعون ايديهم الى السماء يسألون الجبار المتكبر أن ينتقم لهم . فسيدي الرئيس انت لست أكثر مهنية من هتلر الذي عندما خسر الحرب أطلق النار على نفسه فأراح الألمان من شرور عنصريته.
فالرئيس عندما يقول أن سبب مرضه دعوات شيخ حسن عليه لا يقول هذا الكلام مزاحاً فهو يعلم أنه من اسره بأذهب الى القصر رئيساً وهو أمين عام حركة مكنت لحكمة وحرست سلطته بدماء الشهداء فأتمنته على مشروع صبر الشعب على حصاره وبقص قوته لمقاطعته الخارجية وكل ذلك من أجل وعود قطعها الرئيس على نفسه بالطهر والنزاهة في الحكم ولكن كانت الحسرة حصادهم حينما رأوا المحسوبية تستشري والفساد عم .
سيدي الرئيس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأستكثرت من الخير) فهذا النبي الموحى اليه يقول ذلك وأمير المؤمنين عمر الفاروق يقول أخطأ عمر وأصابت امرأة وأنت بعد 23سنة تعيد ذات الاسطوانه أن المرض ابتلاء والحرب مؤامرة والمعارضين خونة وعملاء وشذاذ آفاق .وفي الأثر أن الله ينصر دولة الكفر العادلة ويهزم دولة الاسلام الظالمة فاستجب سيدي الرئيس لنداء الضمير وانت ترقد على فراش المرض بأن تصحح الوضع وأن تزيل الظلم وترد الحقوق الى أهلها والا فأعلم أن الله لن يفلتك وما كانت بداية نهاية حكم مبارك الا بالحديث عن مرضه وتوريث أبنه فلم يحتاج الثوار غير المكوث يومين لينزل الشعب معهم في الميادين لينهوا حكمه فهل من مدكر.
م . اسماعيل فرج الله

تعليقات

المشاركات الشائعة