التسوى كريت فى القرض تلْقاهو فى جلِدا
• من البرلمان تخرج العجائب.. وأمس الأول قالت وزيرة الرعاية الإجتماعية في مخاطبتها لأعضاء المجلس الوطني.. أنّ خطة وزارتها لدعم الأسر الفقيرة لم يتم تنفيذها كما وضعتها الوزارة.. والسبب هو (القبلية) و(الجهوية) التي يتم عبرهما حصر الأسر الفقيرة!!!!!!!!.
• كما أنّ – والحديث للوزيرة – ديوان الزكاة يعاني من ذات المشكلة وهي (القبلية) و(الجهوية) في حصر الأسر الفقيرة.. انتهى كلام الوزيرة.. وتقصد تلك الأسر المتعففة التي خصص لها الإسلام بندان من بنود صرف الزكاة.. بل خصها بأول بندين (إنّما الصَدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والمساكين و.. و.. ) إلى آخر الآية الكريمة.
• كان حرياً بوزيرة الرعاية الإجتماعية أن تتوقع مثل هذا المسلك.. فَـ(التسويهو كريت في القرض.. تلقاهو في جلدها).. وما تفعله السياسة ويرتكبه السياسيون في المجتمع.. يجدونه حاضراً شاخصاً في كافة مناحي الحياة.. حتى شعائر الدين.. وأركان الإسلام لم تسلم من دنس السياسة.. ونعوذ بالله من استدراج الله.
• بعض الولايات تطالب بأن يكون الأمين العام لديوان الزكاة من أهل الولاية (تحرجاً لم يقولوا من قبائل الولاية).. بحجة أنّه بمعرفته للولاية ومجتمعها يعلم من هو الفقير.. ومن هو المسكين.. ويستطيع توزيع الزكاة على أساس تلك المعرفة.
• حجتهم داحضة.. هي حجة صاغوها فقط تماهياً مع (الموضة) السائدة.. بأن تطالب كل ولاية بنصيبها ونصيب أبنائها من كيكة السلطة.. وديوان الزكاة سلطة.. بها المال.. وهو أولى بأن يطالبون به.
• حجتهم داحضة.. لأنّ أمين عام ديوان الزكاة في أيِّ ولاية لا يعمل منفرداً.. ولا يوّزع المال وفق معرفته الشخصية.. فلكلِّ ديوان زكاة مجلس أمناء.. يُشترط أن يكونوا من أهل الولاية.. وهم الذين يجيزون قوائم الفقراء والمساكين التي يحصرها (موظفو الديوان).. فإن تواطأوا جميعاً (أمين الديوان ومجلس الأمناء) على جهويةٍ يفضلونها أو قبليةٍ يختصونها.. فعلى شعيرة الزكاة السلام.. وعلى الركن الثالث من أركان الإسلام السلام.
• ويجلس الفقراءُ الآخرون.. والمساكين على ناصية الحياة.. يظنُّ بعضهم ظناً أنّ الإسلام حرمهم حقهم.. بينما (آخرون) هم الذين تواطأوا على حرمانهم.
• كُنّا بنقول في شنو؟؟.
• نعم.. كان حرياً بوزيرة الرعاية الإجتماعية أن تتوقع مثل هذا المسلك.. وأن تدرك أنّ وزارتها ومنفذو خططها لن يسلموا من هذا الفيروس القاتل.. فيروس (ترايب Tribe).. هذا الفيروس المُدمِّر الذي يقضي على قاعدة بيانات الشخصية السودانية.. تلك القاعدة الأخلاقية التي طالما فاخر بها آباؤنا.. ومن قبلهم أجدادُنا.
• ما أشنع هذا الفيروس (ترايب) الذي أطلقته حكومة الحركة الإسلامية من عقاله حينما كبلت الأحزاب (المكونات اللإجتماعية الأكثر تقدماً) بالتعسف والجبروت.. فرجع المجتمع الى مكوناته الأولى.. القبلية.
• ماذا تبقى من أركان الإسلام؟؟..
• هل نتوقع المزيد من تصدُّع أركان الدين؟؟.. هل سيأتي يومٌ يكونُ فيه (هذا المسجد لتلك القبيلة).. وحجُّ هذا الموسم لقبائل كذا وكذا؟؟.. هل سيُوّزع صوم رمضان بالتوالي على قبائل السودان؟؟.
elsadigee@yahoo.com
تعليقات
إرسال تعليق